الأرقام تتحدث- ازدهار الطيران في السعودية وتحديات المستقبل

المؤلف: منيف الحربي10.23.2025
الأرقام تتحدث- ازدهار الطيران في السعودية وتحديات المستقبل

في عالم الطيران، تشكل الأرقام حجر الزاوية؛ فهي تساهم بشكل جوهري في تحليل الأداء، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتذليل العقبات، وتحقيق الطموحات المنشودة.

بفضل منة الله، ثم بالجهود الدؤوبة والمتواصلة، تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في توظيف التقنيات المتقدمة في شتى المجالات، وعلى رأسها قطاع الطيران الحيوي. ويعد عدد الرحلات الجوية وحركة المسافرين من أهم المؤشرات التي يتم الاستناد إليها في تقييم الأداء وإجراء المقارنات المعيارية.

استنادًا إلى أحدث الإحصائيات الشهرية الموثقة، سجل "إجمالي الحركة الجوية" في شهر نوفمبر المنصرم 95,231 رحلة جوية، منها 42,340 رحلة داخلية. في حين بلغت الرحلات "العابرة للأجواء" 19,638 رحلة. أما "الرحلات الدولية القادمة" فقد وصلت إلى 16,611 رحلة، مقابل 16,642 رحلة دولية مغادرة.

وفي نظرة شاملة لإحصائيات عام 2024م، بلغ "العدد الإجمالي للرحلات الجوية" 1,281,066 رحلة مذهلة. وشهد يوم 14 أبريل أعلى كثافة يومية للرحلات بواقع 3,137 رحلة. بينما سجل يوم 26 أكتوبر الذروة في عدد الرحلات العابرة للأجواء، حيث وصلت إلى 1,212 رحلة.

وعلى صعيد المطارات، تصدر مطار الملك عبدالعزيز الدولي قائمة المطارات الأكثر نشاطًا، بمعدل يومي يبلغ 808 رحلات. كما سجل أعلى رقم يومي للرحلات بتاريخ 22 يونيو بواقع 990 رحلة. وجاء مطار الملك خالد الدولي بالرياض في المرتبة الثانية، بمعدل يومي بلغ 756 رحلة، مع تسجيل أعلى عدد يومي للرحلات بواقع 900 رحلة بتاريخ 13 يونيو، وهو ما يعكس بوضوح بداية موسم الإجازة الصيفية.

وباستقراء المستقبل بناءً على المعطيات الراهنة، من المتوقع أن يصل إجمالي الرحلات الجوية في العام القادم 2025م إلى 1,392,590 رحلة، أي بزيادة تقدر بنحو 10% عن العام الذي يسبقه. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو المطرد حتى عام 2030م، ليبلغ عدد الرحلات 2,160,719 رحلة. ومع حلول عام 2034م، من المتوقع أن يصل إجمالي الرحلات إلى 2,674,503 رحلة، وهو ما يمثل زيادة تقارب 100% مقارنة بالعام الحالي.

هذا النمو الهائل يحمل في طياته الكثير من التفاصيل الدقيقة والتحديات الكبيرة، سواء ما يتعلق بتوفير الكوادر البشرية المؤهلة وبرامج التدريب المستمر، أو ما يخص التقنيات الحديثة والمتطورة في الملاحة الجوية وتخطيط المجال الجوي، أو ما يتعلق بالطاقة الاستيعابية للمطارات، بالإضافة إلى الابتكارات المستقبلية، مثل التعامل مع شبكات "التنقل الجوي" داخل المدن وبينها.

هذه الأرقام تتجاوز مجرد تعداد الرحلات، بل تعكس أيضًا نموًا اقتصاديًا ملحوظًا، وتحسينًا لجودة الحياة، وازدهارًا للسياحة، وغير ذلك الكثير من الجوانب الإيجابية.

مستقبل زاهر ومبشر ينتظر قطاع الطيران في مملكة الخير والنماء، بعون الله وتوفيقه.

وكل عام وأنتم بألف خير.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة